وما تشاؤون الا ان يشاء الله



اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.

وما تشاؤون الا ان يشاء الله. وذكر أن السبب الذي من أجله نـزلت هذه الآية ما حدثنا ابن حميد. عن تفسیر القمی محمد بن جعفر عن محمد بن أحمد بن محمد بن السیاری عن فلان قال. إن الل ه جعل قلوب الأئمه.

وما تشاؤون أي الطاعة والاستقامة واتخاذ السبيل إلى الله إلا أن يشاء الله فأخبر أن الأمر إليه سبحانه ليس إليهم وأنه لا تنفذ مشيئة أحد ولا تتقدم إلا أن تتقدم مشيئته. وما تشاؤون قرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو. خرج عن أبی الحسن علیه السلام قال.

قيل سياق الآية يبين أنه ليس المراد هذا بل المراد وما تشاؤون بعد أن أمرتم بالفعل أن تفعلوه إلا أن يشاء الله فإنه تعالى ذكر الأمر والنهي والوعد والوعيد ثم قال بعد ذلك إ ن ه ذ ه ت ذ ك ر ة ف م ن. وما تشاءون أيها الناس الاستقامة على الحق إلا أن يشاء الله ذلك. و م ا ت ش اء ون إ لا أ ن ي ش اء الل ه ر ب ال ع ال م ين يقول تعالى ذكره.

وقال أبو هريرة وسليمان بن موسى. وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين أي أعلمهم أن المشيئة في التوفيق إليه وأنهم لا يقدرون على ذلك إلا بمشيئة الله وفيه إعلام أن أحدا لا يعمل خيرا إلا بتوفيق الله ولا شرا إلا بخذلانه. الأمر إلينا إن شئنا استقمنا وإن شئنا لم نستقم وهذا هو القدر وهو رأس القدرية فنزلت وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين فبين بهذا.

لما نزلت لمن شاء منكم أن يستقيم قال أبو جهل. في قوله تعالى و م ا ت ش اؤ ون إ ل ا أ ن ي ش اء الل ه ر ب ال ع ال م ين التكوير 29 أخبر أن مشيئتهم موقوفة علي مشيئته ومع هذا فلا يوجب ذلك وجود الفعل منهم إذ أكثر ما فيه أنه. الخطبة الثانية و م ا ت ش اء ون إ ل ا أ ن ي ش اء الل ه إ ن الل ه الحمد لله رب العالمين.